من مقدّمة الطبعة الأولى – دار البدوي – تونس – (2015)م:
إنّ القارئ يظلّ على امتداد الرواية مشدوداً إلى تفاصيلها، باحثاً عن تطوّراتها ومآل شخصيّاتها؛ ليكتشف في الختام أنّه كان يتابع مسيرة قرية منسيّة، ويكتشف ما عرفته من تحوّلات، مسّت البنية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، بفعل التأثيرات الخارجيّة؛ سواء ما كان من السلطة، والشركات التي تسعى إلى إنجاز مشروع خزّان مائيّ، أو مشروع ربط القرية بالطريق الدوليّة، وكانت التحوّلات كذلك من أبنائها، الذين درسوا في الخارج، وعاد بعضهم مرفوقاً بزوجة أجنبيّة، وآخرون بمشاريع مختلفة.
إنّ النسمات الشرقيّة تترجم حيرة الشخصيّات وتمزّقها، بين رغبتها في التحرّر من الماضي وإيقاع الحياة الرتيب في القليعة، وبين الاستجابة لنداء الحياة المعاصرة، والانفتاح على الآفاق الرحبة في بيروت، أو في أماكن أخرى من العالم.
أنّ رواية غسّان ونّوس، لا تحتفل ببطل نموذجيّ مفرد على نمط الروايات التقليديّة؛ لأنّ البطولة كانت للقرية كلّها، حتّى وإن كانت في جانب من مسيرتها مفعولاً بها.
إنّ نسمات شرقيّة، تمثّل صرخة فزع على ما يحدث في قرانا وفي قلاعنا الصغيرة (القليعة) من تحوّلات خارجة عن إرادتنا، من شأنها أن تعصف بالقيم الأصيلة، التي عاشت عليها قروناً طويلة.
وبالرجوع إلى الوثائق، ندرك أنّ القليعة موجودة في أكثر من بلد في تيبازة بالجزائر أو أغادير بالمغرب، أو مرجعيون في لبنان، ولكن قليعة غسّان ونّوس ليست بالضرورة واحدة بعينها؛ فما أكثر القليعات والقلاع الحصينة في وطننا العربيّ، نعيش تحوّلاتها بسلبيّة كبيرة، إن لم يكن قد فات أوان المحافظة على قيمتها الأصيلة؛ فهل كلّ هذه التحوّلات قدرٌ أم اختيار؟!
د.محمّد البدويّ – تونس
دار الحافظ – دمشق، بالتعاون مع دار الهندسة والأدب – صافيتا – (2017)م
(224) صفحة من القطع فوق الوسط.
تفاصيل الكتاب
- العنوان: نسمات شرقيّة
- المؤلّف: غسّان كامل ونّوس
- النوع: رواية
- العام: 2017م
- عدد الصفحات: 224 صفحة
- قياس الورق: 20 * 14.8 سم
- رقم الطبعة: الثانية
- الرقم الدولي: ISBN: 978-9933-14-927-7